بفضل إصابة متأخرة لنجم فريق برشلونة دانيال الفيش، لحق المنتخب البرازيلي، حامل اللقب، بنظيره الاميركي الى المباراة النهائية لكأس القارات لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب افريقيا بفوزه الصعب على الدولة المضيفة 1 ـ 0 في المباراة التي اقيمت مساء أمس الخميس على ملعب ايليس بارك في جوهانسبورغ امام 49028 متفرجا تقدمهم رئيس الاتحاد الدولي جوزف بلاتر ورئيس جنوب افريقيا جايكوب زوما.
وسجل الفيش الذي نزل احتياطيا قبل نهاية المباراة بعشر دقائق هدف المباراة الوحيد قبل اطلاق الحكم صفارته النهائية بدقيقتين من ضربة حرة مباشرة رائعة. وتقام المباراة النهائية يوم الاحد المقبل بين الولايات المتحدة والبرازيل علما ان المنتخبين التقيا في الدور الاول وفازت الاخيرة بثلاثية نظيفة.
والفوز هو الرابع للبرازيل في هذه البطولة بعد تغلبها على مصر 4 ـ 3، والولايات المتحدة 3 ـ 0، وعلى ايطاليا بالنتيجة عينها.
ووجد المنتخب البرازيلي صعوبة في اختراق الجدار الدفاعي المنظم لجنوب افريقيا التي اعتمدت على الهجمات المرتدة السريعة بفضل ستيفن بينار والظهير الايمن سيبونيسو غاكسا في الشوط الاول. وقدم المنتخب الافريقي افضل مباراة له في البطولة حتى الان لانه كان ندا عنيدا للمنتخب البرازيلي الذي يتفوق عليه فنيا وخبرة بل انه تفوق عليه في بعض فترات المباراة. وجاءت البداية حذرة من الفريقين وحاول المنتخب البرازيلي الضغط المبكر على منافسه املا في احراز هدف مبكر يكبت فيه حماسة اصحاب الارض لكنه لم يجد الطريق سهلا الى مرمى الحاريس ليتوميلينغ خوني. وانتظر المنتخب البرازيلي الدقيقة 12 ليطلق اول تسديدة باتجاه المرمى لكن الحارس سيطر على كرته بسهولة. ورد المنتخب الافريقي الجنوبي مباشرة بتسديدة قوية لغاكسا اثر خطأ من اندريه سانتوس مرت الى جانب القائم الايمن (14). وكانت اخطر فرصة في الشوط الاول لجنوب افريقيا عندما تطاول ارون موكوينا قائد المنتخب لكرة رأسية من مسافة قريبة لكنه سدد فوق العارضة وسط دهشة الجميع (21). ثم قام كاكا بمجهود فردي رائع وتخطى مدافعين بحرفنة قبل ان يطلق تسديدة مقوصة مرت الى جانب القائم الايسر لمرمى جنوب افريقيا (37).
وبدأ ايقاع المنتخب البرازيلي اكثر سرعة في الشوط الثاني في محاولة لمباغتة منافسه المدعوم من 50 الف متفرج، لكن الامور لم تتغير لان المنتخب الجنوب افريقي حاول بدوره اقتناص هدف ليربك حسابات ضيفه. وضغط المنتخب الافريقي على نظيره البرازيلي وحصل على فرص عدة لم يحسن استغلالها لافتقاده الى هداف في منطقة الـ16. واطلق فابيانو كرة قوية من زاوية ضيقة سيطر عليها الحارس (62). وسدد روبينيو بطريقة اكروباتية مرت الى جانب القائم (63). وشق لويس فابيانو طريقه بين ثلاثة مدافعين واطلق كرة من خارج المنطقة بيسراهع خارج الخشبات الثلاث (68). واجرى المدرب البرازيلي كارلوس دونغا تبديلا قبل نهاية المباراة بعشر دقائق، فاخرج اندريه سانتوس واشرك مكانه دانيال الفيش الذي كان مفتاح الفوز لان منتخب بلاده حصللا على ضربة حرة مباشرة على مشارف المنطقة فانبرى لها مسددا الكرة في الزاوية العليا بعيدا عن متناول الحارس الافريقي الجنوبي ليسقط اصحاب الارض بالضربة القاضية قبل نهاية المباراة بدقيقتين.
مثل البرازيل الحارس جوليو سيزار واللاعبون مايكون ولوسيو ولويزاو واندريه سانتوس (دانيال الفيش 80) وراميريز وكاكا وجيلبرتو سيلفا وفيليبي ميلو و لويس فابيانو (كليبرسون 89) وروبينيو.
مثل جنوب افريقيا الحارس ايتوميلنغ كوني واللاعبون سيبونيسيو غاكسا وتسيبو ماسيليلا وارون موكوينا وماثيو بوث وبنسون ملونغو وتيكو موديزي وكاغيشو ديكغاكوي وشيفيي تشابالالا (ماشيغو 88) وستيفن بينار وبرنارد باركر.
سعادة أميركية
لم يكن اكثر المتفائلين في اميركا واكثر المتشائمين في اسبانيا يتوقع ان تنتهي مباراة المنتخبين في نصف نهائي كأس القارات المقامة حاليا في جنوب افريقيا بفوز بلاد "العم سام" على "مصارعي الثيران" 2 - 0. وشكلت نتيجة المباراة مفاجأة مدوية نظرا لأن منتخب اسبانيا يعتبر الى حد بعيد صاحب افضل مستوى على الساحة الكروية في الوقت الراهن مقرونا بخمسة عشر انتصارا تواليا (رقم قياسي) و35 مباراة دون هزيمة (رقم قياسي مشاركة مع البرازيل)، ولأن منتخب الولايات المتحدة "الخالي من النجوم" بلغ هذا الدور بعملية قيصرية بفارق الاهداف عن مصر وايطاليا بطلة العالم.
وساهم هدفا جوزي التيدور لاعب فياريال الاسباني، وكلينت ديمبسي لاعب فولهام الانكليزي في قيادة المنتخب الاميركي الى واحد من اكبر الانجازات في تاريخه، علما انه حقق فوزه الاول على اسبانيا بعد ان انتهت مواجهاته الثلاث الماضية معها بالخسارة. ويعود الفضل في هذا الفوز الى الاداء الدفاعي الممتاز فضلا عن تألق استثنائي للحارس تيم هاورد لاعب ايفرتون الانكليزي، الذي تكفل صد كم هائل من التسديدات الاسبانية.
وقال بوب برادلي مدرب الولايات المتحدة: "عليك ان تقدم اداء دفاعيا فوق العادة عندما تلعب ضد اسبانيا. نجحنا في وقف خافي (هيرنانديز) بأكبر قدر ممكن لكي نمنعه من تمرير كرات بينية. لقد عرفنا اننا متى امتلكنا الكرة ينبغي ان تكون لدينا الثقة للاحتفاظ بها ونقلها. كان جهدا جماعيا وكان همنا ان نحرص على الدفاع جيدا وان نستغل الفرص السانحة للتسجيل. بالنسبة لنا انها ليلة كبيرة.. هائلة". ورد الحارس هاورد الفوز الى "العمل الجاد والثقة فيما بيننا"، وقال: "كرة القدم مضحكة. عليك ان تستغل الفرص امام المرمى. استبسلنا في الدفاع واسعفنا الحظ". وقال ديمبسي افضل لاعب في المباراة: "كنا خارج المسابقة تقريبا ولم يتوقع احد ان نفوز. سيكون الجميع في بلادنا سعيدا بهذه النتيجة ونحن فرحون للغاية. ندرك ان لدينا مباراة اخرى لنلعبها، وانها ستكون صعبة سواء واجهنا جنوب افريقيا او البرازيل".
في المقلب الآخر، سيكون على اسبانيا ان تكتفي بدخول سجلات كرة القدم كأكثر المنتخبات تحقيقا للانتصارات المتوالية (15 انتصارا) وان تشارك البرازيل الرقم القياسي لعدد المباريات بلا هزيمة (35 مباراة)، بعدما كانت المرشحة الاوفر حظا للظفر باللقب. وقال مدرب اسبانيا دل بوسكي: "واجهنا منتخبا منظما دفاعيا. كانوا بارعين جداً في الدفاع والحظ حالفهم ايضا، هذه هي كرة القدم لقد صنعنا فرصا كثيرة للتسجيل لكن التوفيق لم يحالفنا، ما حدث قد حدث ولن تكون نهاية العالم".
في المقابل، اعتبر صانع العاب منتخب اسبانيا ونادي برشلونة خافي هرنانديز انه من المؤلم عدم خوض منتخب بلاده المباراة النهائية. وقال هرنانديز: "انها خيبة امل كبيرة، ومن المؤلم عدم خوض المباراة النهائية لاننا كنا نمني النفس بان نكون احد طرفيها. كل الامور سارت خلافا لما تمنينا في هذه المباراة، سنحت لنا العديد من فرص للتسجيل لكننا لم ننجح في ترجمتها. انه امر مؤسف لكن لا ينبغي ان نستخلص العبر السلبية من هذه الخسارة، لكن من المهم في الوقت عينه ان نتعلم من الخسارة".
وفرض المنتخب الاميركي رقابة لصيقة على هرنانديز الذي يعتبر بيضة القبان في المنتخب الاسباني ونجح في تحييد خطورته ومنعه من تموين زملائه بكرات متقنة، فتأثر فريقه كثيرا بهذا الامر. واوضح هرنانديز: "شعرنا في الشوط الثاني باننا نستطيع تعديل النتيجة، لعبنا بطريقة افضل ونجحنا في الاقتراب من المرمى الاميركي مرات عدة، لكن الحظ لم يكن الى جانبنا". وختم هرنانديز: "لا اعتقد اننا تلقينا درسا في التواضع على الاطلاق، لان الهوية الاساسية لهذا المنتخب هو التواضع والعمل الشاق".
(ا ف ب)